روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | فشلنا في.. تربية أولادنا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > فشلنا في.. تربية أولادنا


  فشلنا في.. تربية أولادنا
     عدد مرات المشاهدة: 1847        عدد مرات الإرسال: 0

بسم الله الرحمن الرحيم.. بارك الله بكم اخوتي الافاضل لا اعرف من ابن ابدي مشكلتي وهل ممكن يتصلح ماافسدناه انا وزوجي في عائلتناتركنا اولادنا يعيشون مثل الحيوانات يأكلون وينامون بدون اي احساس بالمسئولية من جهتنا

اكبرهم عمره ثلاثة عشر عاما ولايصلي الا بالامر واحيانا بدون وضوء وضعيف الشخصية جدا خارج البيت يصمت كثيرا وهو ذكي بالدراسة لكنه لايحب ان يقرا ابدا ابدا وهو ينجح في استيعابه فقط هو في الثاني المتوسط حتى الاساتذة يخبروننا بأنه لا يشارك ومنطوي على نفسه جدا وكانه غير موجود

بالاضافة الى التبول في الفراش التي يعاني منها كثيرا والاخر عمره احدى عشر سنة اصبح منذ سنتين يبول في ملابسه مثل الطفل الصغير ولاينظف نفسه عند دخوله للحمام يخرج وفي ملابسه روائح كريهة لا يحسن التنظيف لم يكن هكذا قبل هذا التاريخ

وعنيد ولا بحب الصلاة وفي المدرسة لايستطيع الدفاع عن نفسه يستسلم لمن يضربه من اقرانه وهذه مشكلة جميع اولادي واحيانا يتبول في الفراش وعنبد جدا لايسمع كلامنا حتى لو قطعناه بل يقول احسن قطعوني احرقوني انا اريد ان اخلص من هذه الحياة

والآخر متفوق جدا وحنون لكنه عصبي يحب الصلاة في الثالث الابتدائي وهناك الكثير من السلبيات الموجودة بهم كانت علاقتنا الزوجية مكللة بالمشاكل والاهانات والصعاب وكل ذلك امام الاطفال انا انشغلت بحياتي مع زوجي وبمشاكلنا ونسيت اولادب والاب كذلك ان وقته وجهده لعمله

المهم نحن زوجان فاشلان فشلنا في تربية اولادنا فهل يمكن الاصلاح وكبف انا ضميري يعذبني وحياتي جحيم بسببهم احس بالذنب فماذا افعل زوجي من النوع الذي لايتأثر بالواقع قوي جداودائما يحملني المسئولية ولم يوفر لنا الاستقرار بل كل فترة نسكن في مكان

والان نحن خارج الوطن ولا نعرف متى نرجع لبلدنا انا معلمة تركت مهنتي منذ ست سنوات بسبب عدم استقرار زوجي لقد فشلت في كل شئ بسبب زوجي نحن في سوريا ولانعرف الجمعيات او المستشارين هناك حتى نتواصل معهم لذلك اغيثوني ولو اني يائسة جدا لكم احترامي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد :

أختي الكريمة ، لا داعي لليأس طالما أن هناك موقع المستشار الذي يسعده أن يمد لك يد العون دائما ، ونشرف بتواصلك معنا من خلال صفحاته المتعددة .

ونسأل الله تعالى أن نكون عند حسن ظنك بنا ، وأن يلهمنا الصواب في الرد على استشارتك .

أختي الكريمة ، لا شك أن أمر التربية من الأمور الشاقة جدا على الوالدين ، لأنها تتعامل مع طبائع النفوس ، وتعمل على تعديل السلوك ، وتوجه الناشئة الوجهة الصحيحة ، وتعمل على زراعة القيم الطيبة في نفوسهم ، وتسعى جاهدة إلى تخليصهم من القيم السلبية التي لا يرضى عنها ديننا الإسلامي الحنيف ، ولا يقبل بها المجتمع الذي نعيش فيه.

وجوانب التربية كما تعلمين أختي الكريمة مختلفة، فُهناك التربيةُ الإيمانية، والتربية الخلقية، والتربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية النفسية، والتربيةُ الاجتماعية، وغيرها .

وهذه الجوانب ليست قاصرةً على الوالدين فقط، بل يشارك فيها جميع المؤسسات التربوية، فهناك إلى جانبِ الأُسرةِ المدرسة، وهُناك المسجدُ، وهُناك التجمعاتُ الشبابيةِ وهُناك وسائلُ الإعلام وغيرها، فكلُّ ما سبق يشارك في عملية التربية.

ولقد حثَّ الإسلامُ على تربيةِ الأولاد، ووقايتهم من النارِ قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ) ، وقال تعالى : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) وقال عز وجل : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ) ومدح عباد الرحمن بأنَّهم يقولون : ( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ) .

ومن السنة يقولُ- النبي -: ( الرجل راعٍ في أهله ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأةُ راعيةً في بيتِ زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها) [ البخاري ومسلم ]. وفي المسند : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ) الحديث،وعند عبد الرزاق وسعيد بن منصور : ( علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم).

وحرص السلفُ على تربيةِ أبنائِهم، وكانوا يتخذون لهم المُربين المتخصصين في ذلك، وأخبارهم في ذلك كثيرة .

ولاشكَّ أنَّ للتربيةِ أثرٌ كبيرٌ في صلاحِ الأولاد؛ فالأولادُ يُولدون على الفطرةِ، ثَّم يأتي دورُ التربيةِ في المحافظةِ على هذهِ الفطرة أو حرفها ( كلُّ مولودٍ يُولدُ على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه ) . والولدُ على ما عودهُ والده. وكما يقول الشاعر :

وينشأُ ناشئُ الفتيـانِ منـَّا
على ما كان عوَّدهُ أبـوه
ومادان الفتى بحجىً و لكن
يعوِدهُ التدين أقربـوه

وقال آخر:

قد ينفعُ الأدبُ الأولادَ في صغرٍ
وليس ينفعُهم من بعـده أدبُ
الغصـونُ إذا عـدلتها اعتدلت
ولا يلينُ ولو لينتـهُ الخشب

وفي الحقيقة أختي الكريمة قرأت رسالتك مرات عديدة ، أحاول أن أصل إلى السبب وراء تصرفات أولادك ، وعدم طاعتهم لكما ، وبدلا من أن تكون المودة هي عنوان الحياة بينكم ، أصبحت الخلافات هي السمة الغالبة بينكم !

وبعد قراءتي لرسالتك خرجت منها بأن الثلاثية التي تبنى عليها العلاقات الأسرية وخصوصا بين الوالدين وأبنائهما ، مفتقدة في محيط أسرتكم ، هذه الثلاثية هي : الحب ، والثقة ، والاحترام .

فإذا توافر الحب ، توافرت الثقة ، وإذا وجدت الثقة وجد الاحترام المتبادل . و لا أدري ما سر غياب هذه الثلاثية !

ربما يكون من كثرة خلافاتك مع زوجك ، وما يتبع ذلك من هجر وخصام ، وتعدٍ بالألفاظ الجارحة .
وربما يكون لديك نوع من التسلط وقوة الشخصية وبالتالي يظهر ذلك في تعاملاتك مع زوجك وأولادك ، مما أعطى الأولاد نوعا من حب التخلص من السيطرة التي يرونها منتشرة في أرجاء المنزل حتى على والدهم .

وربما لوجود نوع من التدليل الزائد ، أو القسوة المفرطة في التعامل مع الأبناء .
لذلك أختي الكريمة أوصيك بما يأتي :

1- عليك أنت وزوجك بتقديم القدوة الحسنة للأبناء ، من حيث المحافظة على الصلاة في أوقاتها ، والعفو عمن أساء ، والصبر على الأذى .

2- احتواء الأبناء عاطفيا ، وإشعارهم بأنهم ذو أهمية بالنسبة لكم ، وأنهم يمثلون لكم الكثير في الحياة ، فقد أثنى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على نساء قريش لعطفهن على أبنائهن ، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " نساء قريش خير نساء ركبن الإبل ، أحناه على طفل في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده " [ متفق عليه ]

3- أن تطلعي أنت وزوجك في علم النفس على مرحلة المراهقة وسماتها وكيفية التعامل معها، وأنصحك بقراءة كتاب البيت المسلم القدوة أمل يحتاج إلي عمل للشيخ أبو الحمد ربيع (رحمه الله) ، وقراءة كتاب مراهقة بلا أزمة للدكتور أكرم رضا .

4- التحدث مع أولادك عن بر الوالدين وفضله وأهميته ، والجزاء الكبير الذي يعطيه الله عز وجل للابن البار في الدنيا والآخرة .

5- إعطاء الأبناء شيئا من الحرية في التعامل معهم وإتاحة الفرصة لهم لتحمل نتائج تصرفاتهم .

6- احذري من كثرة الصراخ على الأبناء ، أو الدعاء عليهم ، وكثرة الشكوى منهم أمام الناس ، واحذري من معاملتهم معاملة جافية طوال اليوم مع إفساح المجال لتحسين الوضع.

7- عليك بالتقرب إلى الله عز وجل بالطاعات ، والدعاء الدائم لأبنائك بأن يهديهم ويصلح حالهم .

8- عليك بدارسة بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن كيفية التعامل مع حالة الاعتداء على الإنسان ، مثل أواخر سورة النحل ، وكذلك بعض الأحاديث النبوية التي توضح لنا كيفية التعامل مع ذلك أيضا ، ويا حبذا موقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما صارع ركانة .

9- احكي لأولادك بعض القصص عن بطولات الصحابة ، وكيف كانوا يتصرفون حيال الاعتداء عليهم من غيرهم ، فإن ذلك من شأنه أن يبعث فيهم الهمة وحب البطولة ، وعدم التنازل عن حقوقهم .
أصلح الله لك أولادك ، وجعلهم قرة عين لك ولأبيهم.

الكاتب: أ. عصام ضاهر

المصدر : موقع المستشار